رسالة مفتوحة إلى طلبة معهد التربية البدنية والرياضية

تعرف الجامعة منذ فترة ليست بالقصيرة توقف طلبة التربية البدنية والرياضية عن الدراسة. ولقد غطى هذا التوقف جزءا من السداسي الأول وهاهو السداسي الثاني قد بدأ والأمور على حالها؛ مما ينذر بوضعية بيداغوجية قد تكون معقدة. وحرصا على تفادي هذه الوضعية أهيب بأبنائي الطلبة الوقوف على مجموعة من الملاحظات الهامة:

  • من المعروف عن الجامعة أنها مركز تكوين وتقديم للمعارف وتأهيل المهارات، وليست مسؤولة بشكل مباشر عن التوظيف بالرغم من حرص مسؤوليها ومسؤولي القطاع على أن يحظى خريجوها بمناصب شغل تتويجا لمسار تكويني عميق، واستغلالا لمورد بشري مؤهل وحرصا على عدم هدر الموارد المجتمعية؛ باعتبار الرياضة مكونا من مكونات الشخصية وعنصرا من عناصر بناء المواطن الصالح وتنشئته على التسامح وروح الحوار؛
  • من المفيد أن ينتبه الطلبة إلى تزامن هذا التوقف مع توقفات أخرى عن العمل في بعض القطاعات وعن الدراسة في مختلف أطوار التعليم في ظرف حساس اقتصاديا، سياسيا واجتماعيا؛ مما يجعل التساؤل عما إذا كان هذا المسعى بريئا ويخدم الطالب ويحقق رغباته وطموحاته؛
  • إن الطلبة هم من أكثر فئات المجتمع وعيا وإدراكا للرهانات وحرصا على الرقي بالمجتمع والنهوض به. وعليه يفترض فيهم توخي مسارات الحوار في إدراك أهدافهم وتحقيق مطالبهم من جهة؛ وهم على وعي بالتكاليف التي يتحملها المجتمع في سبيل تكوينهم والآمال التي يعلقها عليهم. ومن هنا تقتضي المسؤولية المجتمعية الإصغاء إلى هذا المجتمع وهيئاته ومؤسساته واحترام قدراته على استيعابهم في قنوات التوظيف على الوجه الذي يحرك ديناميكية التنمية أخذا بعين الاعتبار القيد المالي الحاد؛
  • إن العام الجامعي ليس ملكا للطلبة المسجلين وحدهم بقدر ما هو معقد آمال الكثير من المقبلين على الباكالوريا. وتقتضي الحكمة الحرص على إنهاء الموسم الجامعي في ظروف جيدة لتمكين الطلبة الجدد من مقاعد يستطيعون وفقها التسجيل في تخصصات هذا الميدان بالتوازي مع إيجاد قنوات حوارية ديمقراطية لتبليغ مطالبهم وانشغالاتهم إلى الجهات المعنية، وقد حرص مسؤولو الجامعة دوما على مرافقة الطلبة في تبليغها والعمل على تجسيد ما هو ممكن منها.

تأسيسا على ما سبق أهيب بأبنائي الطلبة أن يعمقوا تفكيرهم في هذا الوضع لتفويت الفرصة عمن يتربصون بهم وبالمجتمع، ويحافظون على سنتهم الدراسية بما يحقق آمال ذويهم في رؤيتهم إطارات متخرجين حاملين لشهادات عليا يتوقف الحصول عليها الانتظام في الدراسة والمواظبة عليها؛ وهذا هو سلوك الطالب الحصيف الحريص على مستقبله وبناء وطنه.

وفقكم الله والله المستعان

مدير الجامعة